تقييم المستخدم: 0 / 5

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

رمضان حمزة  

أستاذ الإستراتيجيات والسياسات المائية

جامعة دهوك –إقليم كوردستان العراق

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.



كان سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش على سد الموصل في شهر آب 2014 لمدة أكثر من أسبوعين أمرا ليس بالسهل لتوقف أعمال الحقن والتحشية تماما وقراءة آبار المراقبة البيزوميرات في تلك الفترة وسرقة معدات ومكائن المشروع ومغادرة العديد من الفنيين ذوي الخبرة والإختصاص لموقع المشروع لذا يمكن نعد هذه الفترة مرحلة إغتصاب للسد الأمر الذي زاد من مخاوف وإحتمال درجة الخطورة والمجازفة على سلامة السد ومنشآته بتطورعيوبه الهيكلية التي رافقت السد منذ إنشائه في عقد الثمانينيات من القرن المنصرم وقد يضاف الى مشكلة تدهور الأسس عطل في إحدى بوابات المنفذ السفلي للسد مما يؤثر بشكل كبيرعلى هيكلية السد ويسبب في فقدانه للتوازن" بمرور الوقتومأزق ادارة تشغيل وصيانة السد وتوليد الطاقة الكهربائية بين وزارة الكهرباء التي كانت تتولى هذه المهمة الى قبل عام من الآن وبين وزارة الموارد المائية التي تتولى أمر التشغيل والصيانة الآن بدلا من وزارة الكهراء منذ العام المنصرم والى الآن وإن كانت مجموعة تريفي الإيطالية التي وقعت عقدا مع وزراة الموارد المائية العراقية في بغداد   في بداية هذا الشهر شباط لمعالجة و تأهيل سد الموصل وصيانتهكأحد الحلول الآنية لمنع وقوع كارثة إنسانية لا يحمد عقبها. إن التعامل الجاد مع جميع التحذيرات التي تطلقها الجهات المحلية والإقليمية والدولية بشأن إمكانية انهيار سد الموصل والتشكيك بقرب انهياره قد لا يكون لغطا إعلاميا وموضوعا دسما للإعلام لبث الرعب وتاويل الحقائق بل قد يحمل في بعض جوانبه الحقيقة المرة حول إنهيار هذا المشروع الحيوي العملاق الذي يعد آخر خزين للمياه العذبة في العراق وسلة غذاء البلد وضمانة للأمن الغذائي في سنوات الجفاف والعجاف التي يخبيها المستقبل نتجية التغييرات المناخية التي تجتاح العالم وبالأخص منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا وهذا ما يمكن أن يقرأ ما بين سطور تصريحات خبراء السدود والمتخصصين الجيولوجيين في سلاح فيلق الهندسة الأمريكي عندما أعدوا تقريراً مفزعاً عن إمكانية إنهيار السد في أية لحظة؛ بسبب بناءالسد فوق طبقة من الطين الجيري والمارل أوالطفل والجبسيوم القابل للذوبان، وكبريتات الكالسيوم اللامائية(الانهادرايت)، وحجر الكلس، حيث أن هذه الصخور قابلة للتمدد والذوبان على نحو دائم طيلة تعرضها لضغط ودوران المياه، والضغط الهائل المتولد من حجم قوة المياه المخزونة، وخاصة عند إرتفاع مناسيب المياه في فصلي الشتاء والربيع بسبب هطول الأمطار وذوبان الثلوج في أعالي منابع نهر دجلة وروافدها لذا فإن ذلك سيكون عبئا إضافيا يهدد بزيادة الخلل في أسس السد وأكتافه ويربك برنامج تشغيل السد الذي يتكون من إطلاق المياه للزراعة والري من جانب وتوليد الطاقة الكهربائية من جانب آخر إضافة الى إطلاق كميات محددة لتغذية نهر دجلة والحفاظ على الإحتياجات المائية والبئية لباقي محافظات الوسط والجنوب.إن هذا التقرير المعد العام 2006 وما يتبعه من تصريحات للسياسيين الأمريكيين بتأكيد هذه المخاوف وتحذير الحكومة العراقية بين الفينة والأخرى له مدلولات هيدروبولوتيكية واضحة المعالم ويعد تصريح قائد قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش اللفتنانت جنرال شون ماكفرلاند يوم الخميس المصادف 28 من شهر كانون الثاني الماضي الأحدث بصدد التأكيد على أن إنهيار سد الموصل بات وشيكا حيث أردف بالقول إن السلطات العراقية أدركت "احتمال" انهيار السد الذي تحتاج أساساته إلى حقن بانتظام للحفاظ على سلامة هيكله وأكد أناحتمال انهيار السد بات في حكم المحسوم وتابع قوله: "لو كان هذا السد في الولايات المتحدة لكنا جففنا البحيرة وراءه وكنا سنخرج السد من الخدمة". ناسيا أو تناسى أن واقع العراق يختلف عن واقع دولته أمريكا من حيث موقع العراق الجغرافي كونه دولة المصب لمصادر مياهه اللذان هما نهرا دجلة والفرات وروافدهما مما قد يفقد العراق الكثير من أراضيه الزراعية نتيجة هجرة الفلاحين والمزارعين لاراضيهم وقراهم وخسران العراق لإنتاجه الزراعي والحيواني وبالتالي تدهور حال سكان العراق وبيئتهم من سيئ الى الأسوء ؟ وهنا قد يستنتج إن الجانب الهيدروبوليتيكي لموضوع بقاء سد الموصل من عدمه قد بات قاب قوسين أو أدنى وأصبح واضحا وجليا حيث بدلا من تكرار الحديث عن إنهيار السد وفقدان الارواح والمتلكات وطرح سيناريوهات التدمير المرعب لرسم هذه الكارثة الإنسانية والبيئية نرى بأن الاولى والأجدر بالولايات المتحدة الامريكية أن تبحث عن الحلول الفتية المجدية ودعم الكادر العراقي الذي يعمل في السد قرابة اكثر من خمسة وعشرون عاما والإبقاء على هذا السد لديمومة عجلة الحياة والزراعة للعراق والتي العراق بحاجة إليها من أكثر من أي وقت مضى بزيادة أجهزة المراقبه للسد لكي تعمل على مدار الساعه وتطوير خلطات الحقن بما تلائم طبيعة الطبقات الجيولوجية وكذلك زيادة عدد ونوع المكائن الحديثة والمتطورة لتعمل في إطار برنامج التحشية بشكل علمي ومبرمج حيث يجب أن لا ننسى بان هناك سدود أخرى في العالم فيها مخاطر بنائية وبنبوية وأخرى قريبة من مناطق نشطة زلزاليا مثال ذلك سد اتاتورك التركي الذي يعد العمود الفقري لمشروع جنوب شرق الاناضول المعروف بمشروع "الكاب" الذي يصل ارتفاعه الى اكثر من ١٤٠ م وسعته الخزنيه ٤٨ مليار متر مكعب ويعد السد الرابع على مستوى سدود العالم ويقع ضمن منطقة حرجة زلزاليا كون موقعه قريب من صدع الأناضول النشط تكتونيا حيث برنامج الخزن لا يزيد اكثر من٥٠٪ من طاقته الخزنية القصوى يسبب هذه المشكلة..وليس عليها هالة إعلامية مبرمجة كما هو الحال مع سد الموصل والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن أليس هناك نوايا خفية حول إنهاء سد الموصل من دول الجوار العراقي التي تعتمد المياه سلاحا ضد العراق ، إن سد الموصل إن بقي الى نهاية العام2016 (العام 2016 سيكون البدء ببرنامج الخزن لسد إليسو) الذي يقع على مجرى نهر دجلة فسيكون السد في وضع أكثرا أمانا مما هو عليه الآن لقلة ومحدودية الوارد المائي الى خزان سد الموصل لإن نهر دجلة سيتم تقنين مياهها وسيكون أقصى تصريف للنهر لا يتعدى 60 ستون مترا مكعبا قي الثانية حسب تقارير امريكية بدلا من التصريف الإعتيادي الحالي الذي هو بحدود 350 متر مكعب في الثانية في الأحوال الاعتيادية ويزداد الى حوالي أكثر من 3000 متر مكعب قي أوقات ذروة ذوبان الثلوج في فصل الربيع إن ما يطلق من سد إليسو التركي الى مجرى نهر دجلة الذي يقع حوالي 65 كم من الحدود مع تركيا وسليه إنشاء سد اخر الذي هو سد الجزرة الذي سيكون أسفل سد إليسو وهوحاليا قيد الإنشاء سيقضي على الوارد المائي لنهر دجلة في المستقبل المنظور بشكل شبه كامل وعلية فالابقاء على سد الموصل يعد مكسب إنساني وبيئي وإقتصادي-إجتماعي وسياسي للعراق وإقليم كوردستان على حد سواء؟ ولكن العجيب في الأمر أن وزارة الموارد المائية دائما ما تنفي المخاطر التي يتناول فيها موضوع انهيار السد، دون أن تستند في نفيها الى بيان حقائق علمية لطمئنة الأهالي على أرواحهم وممتلكاتهم وخاصة ان الخزين الحالي الذي هو بحوالي اربعة مليارات من الامتار المكعبة إثنان منها خزن ميت ايالباقي حوالي مليارين متر مكعب خزن حيً قد لا يشكل ذلك الخطر الذي رسم الامريكيون سيناريوهات التدمير المرعب على ضوءها وهي السعة الخزنية 8 الى 9 مليار متر مكعب لذا فقد حان الوقت لبيان الجدية في معالجة الخلل أينما وجد للحصول على نتائج مرضية لجميع الأطراف والإبقاءعلى جزء من خزين المياه العذبة لأهل العراق لكي لا يزيد عليه المرض والجوع بعد المحاصصة والطائفية والإرهاب.                     

مقالات

Default Image

المستقبل للدول غير المتقاعسة مناخياً

المصادقة على اتفاقية باريس حول تغيّر المناخ تؤشّر إلى عصر جديد، تحكمه قواعد مختلفة عما كان سائداً من قبل. قبل مؤتمر باريس العام الماضي، كان البعض يراهن على أن الاتفاق لن يحصل، والنتيجة كانت توقيع مئتي دولة، بما فيها الملوثان الأكبران الولايات المتحدة والصين.…

دستور اقليم كردستان باللغة الكردية

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

دستور اقليم كردستان باللغة العربية

Go to top